انتاج صغير للافادة
4 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
انتاج صغير للافادة
كان اليوم ربيعيّا صاحيا صفت فيه السّماء وزها الكون بعد فترة سبات علّته، وكان الوقت أصيلا وقد قرّرت أن أحضر موكب الشّمس وهي تتهيّأ للرّقاد.
لم أبتعد كثيرا، كانت الطّبيعة من حولي، فغابة الرّمال تطوّق بيتنا كالخاتم الزّمرّديّ. والبحر قبالتي على امتداد البصر. وقد خرجت لأنعم بما حبانا به اللّه من جمال بديع. أخذت أتقدّم في هذه الرّقعة الخضراء الشّاسعة. وأخذت بدورها تستقبلني وقد افترّت عن ابتسامة ساحرة وشدت بأغاني عذبة وهيّأت لموطئ قدمي بساطا أخضر زيّنته يد فنّانة بضروب من الزّهر وشقائق النّعمان. بهرني ما سمعت وخلب لبّي ما رأيت. كانت أسراب الطّيور تحلّق مغرّدة بمعزوفة هي أشبه بابتهالات تمجّد قدرة الخالق على الخلق. وكانت الأشجار بقاماتها الباسقة تتطاول رافعة أعناقها إلى السّماء متضرّعة شاكرة، أمّا جذوعها فصلبة قويّة رمت بجذورها بعيدا في الأرض فتعلّقت بها تعلّق الأمّ بفلذات كبدها. أمّا الشّمس فكانت تستعدّ لتأوي إلى مرقدها، كانت تقاوم الرّغبة في البقاء فأضفت على الكون هالة من السّحر. فقد ألبست الأرض غلالة هي مزيج من ألوان قوس قزح الفاتنة، فخلتني قد ألقت بي أيادي الرّحمة في جنّات عدن الخالدة. وقد مسحت على جبين الطّبيعة بريشة مموّهة بالذّهب. راقني منظر العشب طريّا يانعا يدعوني لأنعم بلمسات حنان بين أحضانه الدّافئة. فألفيت نفسي ألقي بهامتي تبحث عن السّكينة والرّاحة بين ذراعيه، وقد تراقصت حولي فراشات مزهوّة بألوانها الفاتنة تغازل الزّهور تارة، وتلثمها أخرى، وتمعن في امتصاص لذيذ رحيقها طورا آخر. وقد لمس الرّبيع الازهار بعصاه السّحريّة، فتباينت ألوانها في تناسق عجيب. وعلى مقربة منّي لازالت بعض الشّويهات تمرح في سعادة بين الأعشاب، تقفز حينا وتثغو حينا آخر، وتقطف بعض الأعشاب أحيانا أخرى. كانت بطونها مليئة بما تحظى به من خيرات وفيرة. وغير بعيد منّا انحدرت من بين بعض الصّخور الملساء مياه عين صافية، ماؤها سلسبيل، وخريرها معزوفة إلهيّة ساحرة. أمّا النّسيم فكان عليلا بليلا يعبق بشذى الطّبيعة العذب. أخذ يداعب وجنتيّ كما تداعب الأمّ وجه صغيرها فتهدأ نفسه وتستكين روحه وينعم بلذيذ الكرى والأحلام. بهرتني الطّبيعة فحسبتني أسبح في عالم رحب هواؤه سعادة وحبور. وبات قلبي يخفق فرحا وفؤادي يحلّق نشوة. لم أستفق من غفوتي إلاّ على ثغاء الشّويهات تدعو صغارها لمغادرة المكان إلى مخادعها. فقد كانت الشّمس توشك على الرّحيل. وأخذت تودّع الموجودات في صمت أشبه بصلوات مبتهل لربّ عظيم.
عندئذ، عدت أدراجي منشرحة الصّدر وقد ارتسمت في خاطري صورة رائعة عن إله قدير رحيم جعل الجمال في متناول كلّ كائن حيّ في هذا الكون لينعم به ويقطف من ثمار جنّات الخلد في حياته الدّنيا.
لم أبتعد كثيرا، كانت الطّبيعة من حولي، فغابة الرّمال تطوّق بيتنا كالخاتم الزّمرّديّ. والبحر قبالتي على امتداد البصر. وقد خرجت لأنعم بما حبانا به اللّه من جمال بديع. أخذت أتقدّم في هذه الرّقعة الخضراء الشّاسعة. وأخذت بدورها تستقبلني وقد افترّت عن ابتسامة ساحرة وشدت بأغاني عذبة وهيّأت لموطئ قدمي بساطا أخضر زيّنته يد فنّانة بضروب من الزّهر وشقائق النّعمان. بهرني ما سمعت وخلب لبّي ما رأيت. كانت أسراب الطّيور تحلّق مغرّدة بمعزوفة هي أشبه بابتهالات تمجّد قدرة الخالق على الخلق. وكانت الأشجار بقاماتها الباسقة تتطاول رافعة أعناقها إلى السّماء متضرّعة شاكرة، أمّا جذوعها فصلبة قويّة رمت بجذورها بعيدا في الأرض فتعلّقت بها تعلّق الأمّ بفلذات كبدها. أمّا الشّمس فكانت تستعدّ لتأوي إلى مرقدها، كانت تقاوم الرّغبة في البقاء فأضفت على الكون هالة من السّحر. فقد ألبست الأرض غلالة هي مزيج من ألوان قوس قزح الفاتنة، فخلتني قد ألقت بي أيادي الرّحمة في جنّات عدن الخالدة. وقد مسحت على جبين الطّبيعة بريشة مموّهة بالذّهب. راقني منظر العشب طريّا يانعا يدعوني لأنعم بلمسات حنان بين أحضانه الدّافئة. فألفيت نفسي ألقي بهامتي تبحث عن السّكينة والرّاحة بين ذراعيه، وقد تراقصت حولي فراشات مزهوّة بألوانها الفاتنة تغازل الزّهور تارة، وتلثمها أخرى، وتمعن في امتصاص لذيذ رحيقها طورا آخر. وقد لمس الرّبيع الازهار بعصاه السّحريّة، فتباينت ألوانها في تناسق عجيب. وعلى مقربة منّي لازالت بعض الشّويهات تمرح في سعادة بين الأعشاب، تقفز حينا وتثغو حينا آخر، وتقطف بعض الأعشاب أحيانا أخرى. كانت بطونها مليئة بما تحظى به من خيرات وفيرة. وغير بعيد منّا انحدرت من بين بعض الصّخور الملساء مياه عين صافية، ماؤها سلسبيل، وخريرها معزوفة إلهيّة ساحرة. أمّا النّسيم فكان عليلا بليلا يعبق بشذى الطّبيعة العذب. أخذ يداعب وجنتيّ كما تداعب الأمّ وجه صغيرها فتهدأ نفسه وتستكين روحه وينعم بلذيذ الكرى والأحلام. بهرتني الطّبيعة فحسبتني أسبح في عالم رحب هواؤه سعادة وحبور. وبات قلبي يخفق فرحا وفؤادي يحلّق نشوة. لم أستفق من غفوتي إلاّ على ثغاء الشّويهات تدعو صغارها لمغادرة المكان إلى مخادعها. فقد كانت الشّمس توشك على الرّحيل. وأخذت تودّع الموجودات في صمت أشبه بصلوات مبتهل لربّ عظيم.
عندئذ، عدت أدراجي منشرحة الصّدر وقد ارتسمت في خاطري صورة رائعة عن إله قدير رحيم جعل الجمال في متناول كلّ كائن حيّ في هذا الكون لينعم به ويقطف من ثمار جنّات الخلد في حياته الدّنيا.
molka dargaa- تاريخ التسجيل : 27/10/2010
العمر : 27
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى