فضاء العربيّة بإعداديّة ابن الهيثم - طريق العين صفاقس
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

تلخيص قصة الأجنحة المتكسرة

اذهب الى الأسفل

تلخيص قصة الأجنحة المتكسرة  Empty تلخيص قصة الأجنحة المتكسرة

مُساهمة من طرف أنوار مزيد 9أساسي 6 الجمعة 11 مارس 2011, 20:54

لاجنحة المتكسرة
روايةٌ كُتبَ لها أن تُربِِكَ فُتوّتي ، و تنتشِلَني من مُستنقعِ الفَهمِ النّاقصِ و المغلوطِ للأشياء ، إلى سماواتِ الفِكرِ و التّفكّرِ و الإحساسِ و الطّهرِ بجناحي كاتبٍ مُبدعٍ صنعَ بأنامِلهِ أوّل الجّسورِ التي نقلتني إلى العالمِ الروحانيّ الذي تتآلفُ فيهِ الأرواحُ الطّاهرة و يحكمُهُ الإحساسُ بدستورٍ كُتِبهُ العقلُ و تلاهُ علينا القلب ، لتتلقفهُ أرواحُنا طريقاً وحيداً لخلاصنا .
روايةٌ قرأتُها صُدفةً فكانتْ أوّل ما قرأتُ من أدب ، و لحُسْنِ حظّي أنّها كانتْ كذلك ، إذ أنّها علّمتني أنّ العظماء لا يمكنُ فَهمُ أفكارهم و تعلّم فلسفتهم و معرفةُ أسرار وصاياهم و وراثةُ أقلامهم و إحساسهم إلا إذا قرأتهم بالحواسّ الخمس و أعدتْ الكرّة كلّما استعصى عليكَ حلُّ لغزٍ من ألغاز الحياةِ المعقدةِ و التي لا يُمكِنُ حلّها إلا بخلطاتٍ من طينةِ الخلطاتِ الجبرانية و التي كانَ لها عميقُ الأثر علي مستقبلاً بأن أصبحت القراءةُ و الكتابةُ هوايتي و مهنتي و.. و رِئتيَّ .
( الأجنحةُ المتكسّرةُ ) .. أنبتتْ أجنحتي و علّمتني الطّيران و التحليق في سماواتٍ عاليةٍ جدّاً و أنا الذي كنتُ ما زِلتُ صبياً لم يُجِدْ بعدُ أن يضبِِطََ مَشيَتَهُ !! .
علّمتني أنّ الغذاء الرّوحي هو أسمى ما يجبُ أن نبحثَ عنه و نجتهِدَ و نُجاهدَ للحصولِ عليهِ لأنّه الوحيدُ القادرُ على أن يعطي ذواتنا وصفَ السّحر و الدّهشة .
علّمتني أنّ الطُهر هو أغلى ما يُمكِنُ أنْ يَهِبَهُ اللهُ لأحدِنا ليكونَ لغتهُ الرسميةَ و الوحيدةَ في حوارهِ مع الكائناتِ و مع الأشياء .
أنقذتني من بهرجةِ النّاسِ و حوارِ الجاهلين و الفارغين و المجانينِ ، و ذهبتْ بي إلى وحدةٍ أثرتْ شخصيتي و أثّرت على ملامحي ، و استعجلتْ نضوجي بممارسةِ التأمّلِ و التّفكرِ بماهيةِ الكونِ و حِكَمِ الخالقِ و ذواتِ المخلوقاتِ و طبيعةِ الأشياء ، و دفعتني لفهم أسرارٍ كُبرى ، و حلّ ألغازٍ كثيرةٍ و صعبةٍ ، و طمأنتني أنّ الخلوةَ بالنفس و مصاحبةَ الذّاتِ و الزّهدَ بمُتعِ النّاس و لهوهم لا تُعدُّ علاماتِ مرض ابتليت بهِ ، إنما هي ميزةٌ عظيمةٌ فيما إذا أجدتُ استثمارَِ آثارها و أدّعي أنني فعلتُ .
هذه الروايةُ الأسطورةُ .. أعطتني مفاتيح الرّجولة الصحيحة و لم أكنْ بعدُ قد بلغتُ السّادسةَ عشرةَ من عمري !!! ، و هذّبتني و ربّتني و بعثتني رسولاً للطُهرِ و الإحساس في وقتٍ كنتُ ما زلتُ فيهِ أبحثُ عن حذائي الرياضيّ الذي خبّأتهُ أمّي عني لتمنعني من اللّعب مع بقيةِ الصّبيةِ في حارةٍ كانت تضِجُّ بلهونا و لعبنا ، و هي تعِدُني : " إذا وجدتُهُ - أي حذائي - سأسمح لك باللعبِ " ، و وجدتُهُ بكيس بلاستيكيّ في فرن التنور المهمل في إحدى الغرفِ الخارجيةِ و لم تسمح لي أمّي مع ذلكَ بالخروج كرمى مدرستي و دراستي ، دون أنْ تدري - و لا حتّى أنا - أنّني في مرحلةٍ لاحقةٍ كنتُ سأجِدُ ما هو ألذُّ و أجملُ و أرقى من اللعب ، قبل أنْ أكتشف مع الوقت أنّني أشبهُ لدرجةٍ كبيرةٍ هذا الكاتِبَ الذي شغلَ العالم و أدهشهُ بأفكارِهِ و فلسفتهِ و إبداعاتِهِ .
روايةٌ هزّت كياني لمّا قرأتُها أوّل مرّةٍ ، و ما زالتْ تهُزّني و تُربِكني و توجِعُني و تبكيني كلّما التهمتُ حروفها بنهمِ توّاقٍ للصّدقِ و الإحساس و الحرّيّة .. و للمحبة ، ما زالتْ تُحرّضني على الثّورةِ و الحبّ و الجنونِ و الطّيران ، و تُطعمُني الأملَ بإحدى يديها رغم أنّها كانت تقبضُ على رقبةِ الفرحِ باليدِ الأخرى !! .
روايةٌ زيّنتْ روحي بشتلاتِ الحُزنِ الجميلِ ، و علّمتني الطّريقةَ المُثلى التي يجبُ أن أُعامِلَ بها كآبتي ، و دلّتني أنّ للفرحِ أكثرُ من عنوانٍ مزوّر ، و أنَّ للحزنِ عنوانٌ حقيقيٌّ واحدٌ لا بدّ لمنْ أرادَ أنْ يكونَ مُعلّماً و مدهشاً في حياتِهِ أن ينامَ في بيتهِ - أي بيت الحزن - أكثرَ من مرّة ، و يشرب من حليبهِ ، و يقرأ تعويذاتِهِ و يستمع لتعاليمهِ و يحفظها و يردّدها عن ظهرِ قلب ، ويصلّي لله :
" أشفق يا رب وشدّد جميع الأجنحة المتكسرة " .
في ( الأجنحةِ المتكسرة ) شرحَ و عرّفَ ( جُبران ) المعاني السامية للأحاسيس التي تنتابُنا ، و غيّر و طوّر فهمنا البدائي لمجموعةِ القدريات التي تعترض مشوار حياتنا ، فأبهر و أبدعَ و أقنع .
الحُزن و الكآبة .. سمتانِ محوريتانِ من سماتِ جبران ، شَرحهما بطريقةٍ أخّاذة و حلّلَ دوافعهما و موجباتهما و نتائجهما فاعتبر أنّ " المرءُ إنْ لم تَحبلْ بهِ الكآبةُ ويتمخّضُ بهِ اليأسُ ، وتضعهُ المحبّة في مهدِ الأحلامِ ، تظلُّ حياتُهُ كصفحةٍ خاليةٍ بيضاءَ في كتابِ الكيانِ " .
و هكذا كان يبتعدُ عن الملاهي التي تشغل الشباب بعمره إلى الخلوةِ و التّفكرِ :
" إن النفس الكئيبة تجد راحة بالعزلة والانفراد فتهجر الناس مثلما يبتعد الغزال الجريح عن سربه ويتوارى في كهفه حتى يبرأ أو يموت... " .
حتّى أنّ كآبتهُ كانت سبباً رئيسياً من أسباب عشقهِ الأول للأنثى التي أحبّها و كانت محور الرواية :
" أما الصفة التي كانت تعانق مزايا سلمى وتساور أخلاقها فهي الكآبة العميقة الجارحة، فالكآبة كانت وشاحاً معنوياً ترتديه فتزيد محاسن جسدها هيبة وغرابة، وتظهر أشعة نفسها من خلال خيوطه كخيوط شجرة مزهرة من وراء ضباب الصباح. وقد أوجدت الكآبة بين روحي وروح سلمى صلة المشابهة فكان كلانا يرى في وجه الثاني ما يشعر به قلبه ويسمع صوته صدى مخبآت صدره فكأن الله قد جعل كل واحد منا نصفاً للآخر يلتصق به بالطهر فيصير إنساناً كاملاً، وينفصل عنه فيشعر بنقص موجع في روحه . إن النفس الحزينة المتألمة تجد راحة بانضمامها إلى نفس أخرى تماثلها بالشعور وتشاركها بالإحساس مثلما يستأنس الغريب بالغريب في أرض بعيدة عن وطنيهما ــ فالقلوب التي تدنيها أوجاع الكآبة بعضها مع بعض لا تفرقها بهجة الأفراح وبهرجتها، فرابطة الحزن أقوى في النفوس من روابط الغبطة والسرور؛ والحب الذي تغسله العيون بدموعها يظل طاهراً وجميلاً وخالداً " .
و لكنّه لم يكن يؤوساً و لا مستكيناً ، بل كانَ ثائراً على الدوام و مؤمناً بأن الإرادةَ تصنعُ المعجزات ، و أنّها مع الإيمان و الشّجاعةِ و الحرّية و الصبرِ تصلُ بالمرء لأنَ يحقّق ما يصبو إليهِ أو أن يكتفي بشرفِ أنّه لم يستكنْ و لم يجْبُنْ ، فكانَ أنْ وقف أمام معاني العذاب و اليأس و الموت شاهراً إحساسهُ و صدقهُ أمام المحبطين و المعذبين في الأرض :
" هلمي نقف كالجنود أمام الأعداء متلقين شفار السيوف بصدورنا لا بظهورنا . فإن صرعنا نموت كالشهداء وإن تغلبنا نعيش كالأبطال... إن عذاب النفس بثبات أمام المصاعب والمتاعب لهو أشرف من تقهقرها إلى حيث الأمن والطمأنينة فالفراشة التي تظل مرفرفة حول السراج حتى تحترق هي أسمى من الخلد الذي يعيش براحة وسلامة في نفقه المظلم. والنواة التي لا تحتمل برد الشتاء وثورات العناصر لا تقوى على شق الأرض ولن تفرح بجمال نيسان... هلمي نسير يا سلمى بقدم ثابتة على هذه الطريق الوعرة رافعين أعيننا نحو الشمس كيلا نرى الجماجم المطروحة بين الصخور، والأفاعي المنسابة بين الأشواك، فإن أوقفنا الخوف في منتصف الطريق أسمعتنا أشباح الليل صراخ الاستهزاء والسخرية، وإن بلغنا قمة الجبل بشجاعة فترنم معنا أرواح الفضاء بأنشودة النصر والاستظهار " .
" هل وهبنا الله نسمة الحياة لنضعها تحت أقدام الموت؟ وأعطانا الحرية لنجعلها ظلاً للاستعباد؟ إن من يخمد نار نفسه بيده يكون كافراً بالسماء التي أوقدتها. ومن يصبر على الضيم ولا يتمرد على الظلم يكون حليف الباطل على الحق وشريك السفاحين بقتل الأبرياء. وقد أحببتك يا سلمى وأحببتني والحب كنز ثمين يودعه الله النفس الكبيرة الحساسة. فهل نرمي بكنزنا إلى حظائر الخنازير لتبعثره بأنوفها وتذريه بأرجلها؟ أمامنا العالم مسرحاً وسيعاً مملوءاً بالمحاسن والغرائب فلماذا نسكن في هذا النفق الضيق الذي حفزه المطران وأعوانه؟ أمامنا الحياة من الحرية وما في الحرية من الغبطة والسعادة فلماذا لا نخلع النير الثقيل عن عاتقينا ونكسر القيود الموثوقة بأرجلنا ونسير إلى حيث الراحة والطمأنينة؟ " .
" إن البلبل لا يحوك عشاً في القفص كيلا يورث العبودية لفراخه " .
أمّا الجّمال في عيونِ و قلبِ و أحاسيس جبران فكان أرقى و أسمى من تصنيفاتِ البشرِ و قياساتهم :
" إن الجمال سر تفهمه أرواحنا وتفرح به وتنمو بتأثيراته، أما أفكارنا فتقف أمامه محتارة محاولة تحديده وتجسيده بالألفاظ ولكنها لا تستطيع ــ هو سيال خاف عن العين يتموج بين عواطف الناظر وحقيقة المنظور . الجمال الحقيقي هو أشعة تنبعث من قدس أقداس النفوس وتنير خارج الجسد مثلما تنبثق الحياة من أعماق النواة وتكسب الزهرة لوناً وعطراً ــ هو تفاهم كلي بين الرجل والمرأة يتم بلحظة وبلحظة يولد ذلك الميل المترفع عن جميع الأميال. ذلك الانعطاف الروحي ندعوه حباً " .
أمّا المحبة فقد عرّفها كما يجبُ أن تُعرَّفَ ، و شرحها خيرَ الشرح ، و أرانا إيّاها بأبلغِ صورِها و أشكالها ، زرعها في قلوبِنا بدونِ تكلّفٍ و لا مُبالغةٍ و لا مثاليةٍ ، و علّمنا أنّها سرٌّ من أسرار الله يودِعُها قلوبَ من يشاءُ من عبادِهِ ، و أنّها أسمى من مجرّدِ امتلاكِ الآخر ، و أنّها إذا لم تقترن بالطّهرِ و النُبلِ و الصّدقِ و التضحيةِ فإنّها تكونُ منقوصةً و ناقصةً ، و لهذا فقد اتَّهمَ بالجهل هؤلاء " الناس الذين يتوهمون أن المحبة تتولد بالمعاشرة الطويلة والمرافقة المستمرة . إن المحبة الحقيقية هي ابنة التفاهم الروحي وإن لم يتم هذا التفاهم بلحظة واحدة لا يتم بعام ولا بجيل كامل " .
و اعتبر أن " المحبَة هي الحرية الوحيدة في هذا العالم لأنها ترفع النفس إلى مقام سام لا تبلغه شرائع البشر وتقاليدهم، ولا تسود عليه نواميس الطبيعة وأحكامها. " و " الزهرة الوحيدة التي تنبت بغير معاونة الفصول " .
أنوار مزيد 9أساسي 6
أنوار مزيد 9أساسي 6

تاريخ التسجيل : 24/11/2010
العمر : 27
الموقع : https://www.facebook.com/9B6danger

https://www.facebook.com/anowar.mzid

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى